فيلي وفي : سلسلة اساطير اسكندنافية

 

فيلي وفي هما شقيقي الإله أودين، وقاما بدور حاسم في إنشاء الكون. 

بقول العالِم الأيسلندي سنوري ستورلوسون بأن أودين، فيلي، وفي كانوا أوائل آلهة الآسير. والديهم كانا الإله البدائي بور والعملاقة بيستلا. قتل الأخوة الثلاثة العملاق يمير، أول كائن قد ظهر في الوجود، وشكلوا الكون من جسده. على الرغم من أن سنوري ليس مصدرًا موثوقًا عادة، إلا أن هناك أسبابًا جيدة لقبول هذه المعلومات بوصفها حسابًا أصيلًا للآراء الاسكندنافية قبل المسيحية، نظرًا لمدى تناغمها مع أدلة أخرى سننظر إليها لاحقًا.

فيلي وفي ظهرا أيضًا في حكاية أخرى وصلت الينا: عندما نفي أودين مؤقتًا من آسغارد، القلعة السماوية لآلهة الآسير ، بسبب ممارسته السحر، نام فيلي وفي مع زوجته فريا. للأسف، ليس هناك المزيد ما نعرفه عن دورهم في هذه السلسلة من الأحداث.

الإشارات الصريحة الأخرى إلى فيلي وفي في الأدب الاسكندنافي القديم محدودة إلى ذكر فيلي كشقيق لأودين. الشخصيات هار ("عالي")، جافنهار ("مثل العالي")، وثريدي ("الثالث") في قصيدة ايدا لسنوري، الذين أدوا أدوارًا تعليمية في القصة الاسمية، يمكن أن يكونوا أودين وفيلي وفي، ولكن من الممكن أيضًا أن يكونوا أودين تحت ثلاث أشكال مختلفة، حيث تُطبق جميع هذه الأسماء على أودين في أماكن أخرى في الشعر النورسي القديم.

أكثر المعلومات مقنعة حول فيلي وفي يمكن العثور عليها في أسمائهم. في الاساطير الاسكندنافية القديمة، يعني فيلي "الإرادة"، وفي يعني "المعبد" وهو مرتبطٌ بشكل جذري بكلمات أخرى تتعلق بالمقدس والتقديس بشكل خاص.

بشكل مثير للدهشة، أسماء أودين وفيلي وفي في اللغة الجرمانية الأصلية كانت تكون، على التوالي، *Woðanaz، *Weljon، و*Wixan. يصعب أن تكون هذه التشابه مصادفة، وتشير إلى أن الثلاثي يعود إلى الزمن الذي تم فيه تحدث اللغة الجرمانية الأصلية - قبل بدء عصر الفايكنغ حوالي عام 800 ميلادي، وربما حتى قبل ذلك بألفي سنة أو أكثر من ذلك.

على الرغم من أنهم لم يتم ذكرهم إلا بشكل متقطع في الأدب من عصر الفايكنغ وبعد ذلك بقليل، إلا أن فيلي وفي كانا آلهة ذات أهمية بالغة بالنسبة للشعوب النورسية والجرمانية الأخرى، على الأقل خلال عهد قبائل الجرمان، وربما في وقت لاحق أيضًا. لن يتم الاحتفاظ بشخصية أسطورية ذات أهمية ثانوية فقط طوال فترة طويلة من الآلاف من سنوات تفضل فيها الأساطير الجرمانية، خلالها تعرضت لتغييرات كبيرة. حقيقة أن فيلي وفي تمثلان كأشقاء لأودين، الذي ربما كان أعلى إله جرماني في معظم هذا الوقت، تشير إلى ارتفاع مكانتهم.

أودين وفيلي وفي - على التوالي، الإلهام، والنية الواعية، والمقدس - هم القوى الثلاثة الأساسية أو السمات التي تميز أي كون عن الفوضى. لهذا السبب قام هؤلاء الآلهة الثلاثة بصنع الكون أصلاً، وبالتأكيد ظلوا ثلاثة من أهم أركان استمرار تحقيقه وازدهاره.