لاشك أن ذكر الأحساء على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث على فخر أهل الأحساء واعتزازهم بذلك فقد ذكرت الأحساء في عدة أحاديث ، فقد مدح الأحساء وأهلها ، فقد روى الإمام احمد في المسند قال حدثني أحد الوفد الذين وفدوا من عبد القيس ، ومن العلوم أن قبيلة عبد القيس كانت تسكن الأحساء ، وفي تلك الحادثة قدّم الوفد هدية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي قربة من تمر التعضوض أو البرني ، وفي تلك الحادثة سأل الوفد عن بعض الأحكام وناهم عن الشرب في الدباء والحنتم ….الخ الحديث. واستغربوا معرفته بهذه الأمور فأخبر أنه زار هجر في المنام قال: ( لقد دخلتها ـ أي هجر ـ وأخذت إقليدها ـ أي مفتاحها ـ ثم سأل عن عين الزارة وأخبر أنه أقام عليها ثم قال: (اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير خزايا ولا موتورين ).
وهنا وقفة : هذه الدعوة النبوية لأهل الأحساء تشير الى صفة دائمة وهي الطيبة والسماحة والمبادرة الى الخير ولذلك باروا الى زيارة الرسول في المدينة وأسلموا …كل هذا يشهد به القاصي والداني وكلّ من زار الأحساء الى اليوم ببركة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتقول الرواية أنه استقبل عبد القيس الأشجّ وأنه جلس عن يمين الرسول فرحّب به وتلطّف معه وسأله عن بلاده وسمّى له قرية قرية : الصفا والمشقّر وغير ذلك من قرى هجر ، فقال : ( بأبي وأمي يا رسول الله ، لأنت أعلم بأسماء قرانا منا ؟؟ فقال : إنّي قد وطئت بلادكم وفٌسح لي فيها ).
وهذه الرواية تفيد ان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف هجر وانه سمّى قراها وأوطئت قدماه الشريفتان أرض الأحساء وفي رواية أخرى أن الأحساء كانت أحد الخيارات للهجرة ، كل ذلك يحمل دلالات على طيب هذه الأرض وطيب أهلها.
تعليقات
إرسال تعليق