كونفوشيوس





هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يضمنه كل الأفكار الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي. ففلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقا لمثل أخلاقي أعلى. وقد ظلت هذه الأفكار تتحكم في سلوك الناس أكثر من ألف سنة.

ولد كونفوشيوس وهو اسم اللاتيني من اسمه كونغ فوز والتي تعني السيد كونغ  سنة 551 قبل الميلاد في في مقاطعة زو ما يعرف اليوم بتشيوفو، مات ابوه وهو طفل، فعاش مع أمه في فقر شديد. وعندما كبر عمل موظفا في الحكومة. ثم أعتزل العمل الحكومي وبعدها أمضى ستة عشر عاما من عمره يعظ الناس متنقلا من مدينة إلى مدينة. وقد التف حوله عدد كبير من الناس، ولما بلغ الخمسين عاد إلى العمل في الحكومة، ولكن استطاع بعض الحاقدين عليه أن يطردوه من الحكومة، فترك لهم البلاد كلها. وأمضى بعد ذلك ثلاثة عشر عاما مبشرا متجولا، وثم عاد ليقيم في بلدته خمس سنوات، وهي التي بقيت له من العمر، وقد توفي سنة 479 قبل الميلاد.

وكثيرا ما وصف كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات الكبرى، وهذا تعبير غير دقيق فمذهبه ليس دينا, فهو لا يتحدث عن الإله أو السماوات, و إنما مذهبه: هو طريقة في الحياة الخاصة والسلوك الاجتماعي والسياسي, ومذهبه يقوم على الحب – حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والأدب في الخطاب. ونظافة اليد واللسان.

ويقوم مذهبه على احترام الأكبر سنا والأكبر مقاما, وعلى تقديس الأسرة وعلى طاعة الصغير للكبير وطاعة المرأة لزوجها, ولكنه في نفس الوقت يكره الطغيان والاستبداد.
وهو يؤمن بأن الحكومة إنما أنشئت لخدمة العشب وليس العكس. وأن الحاكم يجب أن تكون عنده قيم أخلاقية ومثل عليا. ومن الحكم التي اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي تقول " احب لغيرك ما تحبه لنفسك "

وكان كونفوشيوس محافظا في نظرته إلى الحياة فهو يرى أن العصر الذهبي للإنسانية كان وراءها أي كان في الماضي.

وهو لذلك كان يحن إلى الماضي ويدعو الناس إلى الحياة فيه, ولكن الحكام على زمانه لم يكونوا من رأية ولذلك لقى بعض المعارضة, وقد اشتدت هذه المعارضة بعد وفاته ببضع مئات من السنين, وعندما ولى الصين ملوك أحرقوا كتبه وحرموا تعاليمه, ورأوا فيها نكسة مستمرة, لأن الشعوب يجب أن تنظر أمامها, بينما هو يدعو الناس إلى النظر إلى الوراء, ولكن ما لبثت تعاليم كونفوشيوس أن عادت أقوى مما كانت وانتشر تلاميذه وكهنته في كل مكان, واستمرت فلسفته كونفوشيوس تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرنا.

أما إيمان أهل الصين بفلسفة كونفوشيوس فيعود إلى سببين : أولا كان صادقا مخلصا, لا شك في ذلك. ثانيا أنه شخص معقول معتدل وعملي, وهذا يتفق تماما مع المزاج الصيني, بل هذا هو السبب الأكبر في انتشار فلسفته في الصين, وهو بذلك كان قريبا منهم, فلم يطلب أن يغيروا حياتهم أو يثوروا عليها, وإنما هو أكد لهم كل ما يؤمنون به فوجدوا أنفسهم في تعاليمه. ولذلك ظلت فلسفه كونفوشيوس صينية , ولم تتجاوزها إلا إلى اليابان وكوريا.

ولكن هذه الفلسفة قد انحسرت تماما عن الصين, بعد أن تحولت إلى الشيوعية واتجهت الصين إلى المستقبل وانتزعت نفسها من هذه الديانة وذلك بالبعد عن الماضي ومسالمة الناس في الداخل والخارج, صحيح أن فلسفة كونفوشيوس هي التي حققت للصين سلاما وأمنا داخليا أكثر من عشرين قرنا.
ولكن نحن لا نستبعد بعد خمسين أو مائة سنة أن يظهر فيلسوف صيني جديد يقوم بالتوفيق التام بين تعاليم كونفوشيوس وماوتسي تونج وكلاهما صيني مائة في المائة.

تعليقات

  1. Titanium Hair Clipper (G) - Vitanium Arctise - TITACHA.com
    Titanium titanium trimmer hair clipper (G). Product # titanium bars of Product # of TITACHA. t fal titanium pan Item # # GALERYTSECTIS. Brand: 2018 ford ecosport titanium HACKER. No reviews yet. This item titanium septum jewelry is on the

    ردحذف

إرسال تعليق