الامبراطور يان يقيم شون





اختار الشعب الإمبراطور خوانج ليكون رئيسا لاتحاد القبائل لأخلاقه السامية وسمعته الطيبة وأسلوب حكمه الصحيح, إضافة إلى ذلك ما قام به من مآثر في حرب جوا لو, ومنذ ذلك الحين يتم اختيار زعيم للقبائل من قبل الشعب وعند اختيار العش له يجب على الزعيم الذي ما زال في الحكم أن يوافق على هذا الشخص, وما بعدها يتم تنصيبه زعيما للقبائل.
وحسب الأقاويل المختلة فقد عين الإمبراطور باو زعيما لاتحاد القبائل في سن السادسة عشر, وقد اعتلى العرش مدة سبعين عاما, وفي غضون الأعوام السبعين التي اعتلى العرش خلالهاو كان مهتما بالتخفيف من ألم وشقاء الشعب, ويوم ميلاد ياو السادس والثمانين قام بدعوة رؤساء القبائل الأربعة المسماة " سه يواه " او " الجبال الأربعة إلى المجيء, وناقشوا أمر التنازل عن العرش وتعيين وريث وخليفة ليكون رئيسا للقبائل.

سألهم الامبارطو ياو " من في رأيكم الشخص المناسب الذي يصلح ليكون خليفة لي؟" قال جانج لوا بصوت عال " ما ر أي سيادتكم في ابنكم دان جو ؟", فأدار الإمبراطور ياو رأسه قائلا " إنه لا يعرف سوى السعي رواء ملذاته, فكيف لي أن أعينة لهذا المنصب الكبير؟ أنا انظر إلى ما هو أعبد من ذلك, أنظر إلى تعين زعيم جديد من عامة العشب, شرط أن يكون لديه القدر الكافي من الأخلاق والكفاءة, في هذه الحال من الممكن أن أسميه زعيما" في ذلك الوقت قال أحد زعماء " سه يواه ", صدق ثان قائلا " نعم إن شون شخص مجتهد وذكي وطيب القلب وهناك كثير من عامة الشعب يمدحونه" وهنا قال شون, قد تركته أمه منذ أمد بعيد, وقد تزوج والده الأعمى من امراة أخرى في صغره, وبعد ذلك انجبت زوجة والده أخا, ومنذ ولادة أخيه تجنبه كل من والده وزوجته والده وعندما كبر هذا الأخ غير الشقيق سار على نفس المنوال وأصبح مثل والده ووالدته من حيث التعسف والقيام بإهانة شون, مع ذلك لم يضمر شون لهم أي نوايا سيئة, بل على العكس تماما فقد ظل كسابق عهده يخدم والوالد وزوجة الوالد وكذلك يعتني بأخيه الصغير".

وبعد أن استمع الإمبراطور ياو إلى كلامهم, هز رأسه قائلا " إذا كان الأمر كما قلتم, فأحضروه إلى فأنا أريد أن اقيمه بنفسي" استجاب شون لنداء الإمبراطور ياو وحضر إليه وعندما رأى الإمبراطور ياو ملامحه المهيبة ووقاره وبشرته التي لوحتها أشعة الشمس بدا له طيب القلب صادق السريرة, تناقش الإمبراطور معه في موضوعات عدة تخص الزراعة وتربية الدواجن والمواشي ودود الفز والري وغيرها, وقد رد عليه شون بكل سلاسة وكان رايه صائبا في كافة الموضوعات, مما ملأ قلب الإمبراطور ياو سرورا خفيا, ورأي أن شون حقا هو أنسب شخص للزعامة, ونتيجة لذلك ابتسم لشون قائلا " لدي ابنتان " الكبرى تدعى آه خوانج والصغرى تعدى نو ينج سأزوجك بالاثنتين , ما رأيك ؟" فعبر شون عن شكره على الفور, ولوح الإمبراطور ياو بيده واسترسل في كلامه قائلا " بالإضافة إلى ذلك لدي أيضا تسعة أولاد ولكنهم ذوو لبنة غير نافعة سأجعلهم يعيشون معك " فلبى شون طلبه وهو سعيد, في حقيقة الأمر لم يكن ما قام به الإمبراطور ياو من ترتيبات مجرد فكرة سريعة ولكن كان له من تلك الفكرة هدف عظيم وغرض عميق, فلم يمض وقت طويل حتى أطلعته ابنتاه على كثر من أخلاق شون الممتازة, في حين كان الكره الذي يكنه والده الأعمى وزوجته والده وأخوه له يزداد رويدا رويدا وكانوا يقدحون زناد فكرهم لإلحاق الضرر بشون, حتى انه في يوم من الأيام طلب والد شون وأخوه منه أ، يحفر لها بئرا, وعندما وصل شون في حفره إلى العمق المطلوب للبئر, قام الوالد والأخ اللذان انتزعت من قلبهما الشفقة والرحمة بردم البئر بشكال كامل من الخارج ليقتلا شون ولكن لحسن حظه فقد انقذ بأعجوبة و حيث كان شون فقد حفر مسبقا نفقا لهدف خاص في نفسه في الممر الذي يوصل إلى خارج البئر, وبهذا الطريقة خرج مرة أخرى إلى سطح الأرض.

وبالرغم من هذا فلم يكن شون في نفسه الكره لكل من والده وأخيه الصغير, بل على العكس استمر على احترامها وحبهما كسابق عهده معهما مما جعلهما يخجلان من نفسيهما, وقد حرك تصرف شون معهما مشاعرهما حتى أن زوجة والده هديت ورجعت إلى صوابها وأصبح لعامل الجميع معه يسوده جو من الوئام والصداقة.

أما عن أولاد الإمبراطور ياو التسعة فقد لاحظ الإمبراطور ياو التغير الذي حدث لأولاده التسعة واتسامه بالأخلاق السامية التي يتسم بها شون, حيث تغير أولاده عما كانوا عليه فلم يعودوا يتلذذون بالكسل كسابق عهدهم, وتغيروا جميعا ليصبحوا مجتهدين ومجدين ويحسنون التصرف والتدبير وأصبح الود من طبعهم, وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات من الدراسة أقر الإمبراطور ياو أن شون هو الشخص الكفوء الذي يصلح لأن يكون الزعيم المقبل فهو حقا ماهر في الإدارة الصحيح وهو قدوة حسنه للعشب.

المصدر كتاب : تعرف على 5000 عام ممن تاريخ الصين

تعليقات