اذ ما نظرنا من حولنا
نجد هيكليات رائعة بنيت منذ الآلاف السنوات لا يمكن أن تبنيها إلا تقنيات تضاهي
تقنياتنا الحديثة, لا بل تتفوق عليها غالبا. في بلعلبك مثلا, الواقعة شمال شرق
بيروت في لبنان, نجد ثلاث قطع من الحجارة الضخمة, يبلغ وزن كل واحدة منها
800 طن, وقد ثبتت أعلى حائط بعد أن نقلت ثلث ميل على الأقل. وقد حصل هذا من الآلاف
السنوات قبل الميلاد! كما نرى كتلة أخرى ضخمة يبلغ وزها حوالي 1000 طن, وفي
البيرو نجد خطوط نازكا الغامضة, قام القدماء بتلثيم الطبقة العليا من الأرض لإظهار
الطبقة التالية البيضاء, وبهذه الطريقة تم تصوير حيوانات وأسماك وحشرات وطيور
تصويرا رائعا. وبعض هذه التصويرات كبير الى حد أنه لا يمكن رؤيتها بأكملها إلا عن
طريق ارتفاع الف قدم! أن المعرفة التي سمحت ببناء غرائب وعجائب كناركا وبعلبك
وأهرام الجيزة العظيمة وغيرها بهذه الدقة, تأتت عن عرق متطور عاش في العصور
القديمة بين شعوب بدائية. ويوصف هذا العرق " بالآلهة " وفي نصوص العهد
القديم وفي أعمال آخرى وفي تقاليد العصور القديمة الشفهية. ويمكن ان نفهم بسهولة
أن عرقا يمكنه أن يقوم بأعمال تقنية بهذا الحجم والعظمة, ينظر إله الشعب العاجز عن
فهم هذه القدرات كعرق " الهة "
في الثلاثينيات, حط
الجنوب في الأمريكييون والاسترالييون في مناطق نائية من غينيا الجديدة لتزويد الجنود
بالمؤن, فظن السكان المحليون الذين لم يروا الطائرات يوما أن هؤلاء الجنود آلهة
وأصبحوا جزءا من معتقداتهم الدينية, ولكانت الأمور قد وصلت إلى حد متطرف أكثر في
العالم القديم لو أن العرق المتطور من كوكب آخر او بعد آخر أو نجمة آخرى, قد قادت طائرات أكثر تطورا من كل ما نعرفه اليوم! أن دفق المعرفة من خارج هذا الكوكب او أي
مصدر آخر يمكن أن يفسر ظواهر غريبة عديدة يواجهها التاريخ الرسمي بصمت من لا يرغب
بالإصغاء. وتصبح أعمال البناء الغريبة والفريدة قابلة للتفسير, وينطبق ذلك أيضا
على سر انطلاق الحضارات القديمة كالمصريين والسامريين من قمة التطور ومن ثم
انحدارها إلى عهد الانحطاط في حين أن المجرى الطبيعي للتطور هو البدء في مستوى
ادنى والتقدم ببطء بفضل التجربة والتعلم, لا بد انه كان هناك كم من المعرفة
المتقدمة لكن معظم الشعوب فقدته لاحقا. ونجد في كل ثقافة في العالم قصصا ونصوصا
قديمة تصف الآلهة التي حملت المعرفة للناس, وهذا ما يفسر سر فهم القدماء الممتاز
لعلم الفلك, ثمة أساطير عديدة في كل أنحاء العالم عن زمن أطلق عليه اسم العصر الذهبي وقد مره
الطوفان أو الزلزال وسقوط الانسان. وصف الشاعر اليوناني القديم, هيسلود, العالم
قبل السقوط بقوله :
" عاش الانسان
كالآلهة, منم دون عيوب أو أهواء أو غيظ أو كدح, في رفقة مخلوقات إلهية, أمضوا
أيامهم في سعادة وهناء, وعاشوا معا في مساواة تامة, يجمعهم الحب والثقة المتبادلة,
كانت الأرض أجمل منها اليوم, وتنتج تشكيلة وافرة من الفواكه بشكل طبيعي, كان
الإنسان والحيوان يتكلمان اللغة نفسها وتحاوران, اعتبر الرجال مجرد صبية رغم
بلوغهم المئة عام, إذ لم يعانوا من أمراض السن ووهنه, وما انتقالهم إلى مناطق
الحياة العليا, إلا سبات هادئ وناعم "
![]() |
| اوسن هينري لايلارد |
ومهما بدت هذه
الروايات خيالية, الا أنها عديدة تلك التي تصف هذا الماضي البعيد بهذه العبارات,
ويمكننا إعادة بناء هذه الرؤيا إذا ما غيرنا طريقتنا في التفكير والشعور. وترد
أكثر الروايات الشمولية عن عرق متطور على لآلاف الألواح من الصلصال التي عثر عليها
في عام 1850 على بعد 400 كيلو متر من بغداد في العراق, وقد عثر على هذه الألواح
السير أوستن هنري لايارد أثناء بحثه عن الآثار في موقع نينوى, عاصمة اشور, والتي
تقع قرب مدينة الموصل في العراق الحالي, وتم العثور على أكتشافات أخرى في هذه
المنطقة التي حملت في الماضي اسم بلاد ما بين النهرين, إن مصدر هذه المعرفة الأصلي
ليس الأشوريين بل السومريين الذين عاشو في المنطقة نفسها ما بين 4000 و 2000 سنة
قبل الميلاد, وبالتالي, وهذه الألواح هي أعظم الاكتشافات التاريخية, لكن وبعد 150
من اكتشافها لا يزال التاريخ والتعليم التقليديين يتجاهلانها, لماذا؟ لأنها تهدم
الرواية الرسمية للأحداث, إن أشهر مترجم لهذه الألواح هو الكاتب والعالم زكريا
سيتشن, الذي يمكنه أن يقرأ السومرية ولآرامية والعربية وغيرها من لغات الشرق
الأوسط ولأدنى. وقد أجرى ابحاثنا وترجم الألواح السومرية, وهن واثق من أنها تصف
أشخاصا قادمين من كواكب آخرى, ويقول بعض الباحثين: إنه استخدم لغة سومرية حديثة
لترجمة لغة قديمة, لذا فإن بعض هذه الترجمات غير دقيق 100% , وتقول النصوص : إن
الحضارة السومرية التي تأتت عنها مقومات عدة من المجتمع الحديث, هي " هبة من
الآلهة ", ولا تتحدث هنا عن آلهة أسطوريين بل عن آلهة حقيقيين ماديين عاشوا
بينهم, وتطلق الألواح على هؤلاء الآلهة اسم الأنانوناكي - أولئك القادمون من الجنة إلى الأرض- و دين جر -الصالحون من الصواريخ المتوهجة
" واسم السامرة نفسها كان كي اين جير -
ارض أسياد الصواريخ المتوهجة - , ان النص القديم المعروف باسم كتاب أنوش,
يسمي الآلهة – المراقبون – كما فعل المصريون, إن الاسم الذي يطلقه المصريون على
آلهتهم يترجم حرفيا بالمراقبين, وكانوا يقولون: إن آلتهتهم قدموا في مراكب سماوية.
استنادا إلى أقوال
زكريا سيتشين, تصف الألواح كيف وصل الأنوناكي من كوكب اسمه نيبرو الذي يعتقد أنه يقع في محور اهليجي من 3600 سنة يقع ما بين المشتري والمريخ و من ثم بعيدا في الفضاء
البعيد خلاف بلوتو, اكتشف العلم الحديث جسما أسماء الكوكب X يقطع
خلف بلوتو ويعتقد أنه جزء من نظامنا الشمسي.
لكن المحور الاهليجي
غير ثابت ويصعب بقاؤه في مكانه. وأظن أن العلماء يعتقدون أن سيتشين مخطيء في
نظريته حول نيبرو, مع أن مواضيعه الأساسية حول الانوناكي صحيحيه, تصف ألواح
السومريين, بحسب ترجمة سيتشين كيف أن نيبروا تسبب, خلال التكوين الأولي للنظام
الشمسي, بتدمير كوكب كان يقع بين المشتري والمريخ, وقد أطلق السومريين على هذا
الكوكب اسم تيامات
Tiamat , ولقبوه بالحوش المائي, ويقولون: أن الحطام
المتأتي عن تصادم تيامات مع قمر نيبرو هو الذي أوجد الحزام العظيم الذي اكتشف ما
بين المريخ والمشتري, ويقول النص: ان ما تبقى من تيامات وصل إلى مدار آخر وأصبح
على الأرجح ما يعرف بالأرض, إن الاسم الذي يطلقه السومريون على الأرض يعني الكوكب
المشقوق لأن ثقبا عظيما قد نشأ بسبب التصادم, ومن المثير للاهتمام أن نعلم ان
إفراغ المحيط الهاديء من الماء سيظهر ثقبا عظيما.
ومما يثير الدهشة في
ألواح السومريين هي طريقة وصفهم لخلق الإنسان, يقول سيتشين إن الأنانوكي قدموا إلى
الأرض منذ حوالي 4500 الف سنة للبحث عن الذهب في ما يعرف اليوم بإفريقيا, وكان أهم
مركز للمناجم ما يعرف اليوم بزمبابوي, وهي منطقة أسماها السومريون ابزو "
المخزن العميق", وقد أظهرت الدراسات التي أجرتها الشركة الأنجلو أمريكية وجود
أدلة كثيرة حول حصول تنقيب عن الذهب في افريقيا منذ 60 الف سنة على الأقل و 100
الف سنة, ويدعي
سيتشين أن الألواح تقول إن الأنوناكي حملوا الذهب الذي عثروا عليه إلى كوكبهم الأم
من قواعد في الشرق الأوسط, وأن اعمال التنقيب قام بها ما يسمى الطبقات العاملة من
الأنوناكي, ولكن حدث عصيان من قبل المنقبين فقررت الطبقة الملكية المختارة من
الأنوناكي خلق عرق جديد من الرقيق للقيام بالعمل, وتصف الألواح كيف تم مزج من
جينات الأنوناكي بجينات لإنسان الأصل المحلي في أنبوب تجارب لخلق الإنسان "
المحدث " القادر على القيام بالأعمال التي يريدها الأنوناكي.
ويوما بعد يوم, تدعم
الأبحاث الحديثة مواضيع روايات الألواح السومرية, على سبيل المثال , ظهر تطور
مفاجيء وكيبير للشكل البشري منذ حوالي 200 الف سنة, يبقى العلم الرسمي صامتا إزاء
سبب هذا التطور, ولكن هناك بعض الوقائع التي لا يمكن تجبنها والتي تحتاج إلى
الانكباب عليها, وفجأة اصبح الشكل الجسدي السابق المعروف باسم الانسان القرد Homo Erectus
ما نسميه اليوم الإنسان أو الانسان الحيوان, منذ البدء, تمتع الإنسان الجديد
بالقدرة على استخدام لغة معقدة, كما زاد حجم الدماغ البشري بشكل كبير, علما أن
عالم الأحياء توماس هاكسلي Thomas Huxley أشار إلى أن التغييرات الهامة
المماثلة تتطلب عشرات ملايين السنوات, ويدعم وجهة النظر هذه دليل لإنسان القرد
الذي يبدو أنه ظهر في إفريقيا منذ حوالي مليون ونصف سنة, ولأكثر من مليون سنة,
يبقى شكله الجسدي نفسه, ولكن فجأة ظهر التغيير الجذري ليصل إلى شكل الانسان
الحالي, منذ حوالي 35 الف سنة, ظهر الإنسان بشكلة الجسدي الذي نراه اليوم, سمت
الألواح السومرية الشخصين المعنيين في خلق عرق الرقيق , وهما رئيس العلماء المدعو
باسم آنكي Enki او سيد الأرض و نينكارساغ Ninkharsaq والمعروف باسم نينتي Ninti
سيد الحياة لخبرتها في الطب, وقد أشير إليهما لاحقا باسم مامي ومنها اشتق اسم ماما
وأم, ويرمز إلى نينكارساغ في رسوم بلاد ما بين النهرين بآلة تستخدم في قطع الحبل
السري وتشبه حدوة الحصان, وكانت تستعمل في الزمن الغابر, وقد أضحت أم الآلهات في
الديانات المختلفة تحت أسماء مختلفة كالملكة سميراميس وايزيس وبراتي وديانا وماري
وغيرهن اللواتي ظهرن في الروايات في كافة أنحاء العالم, وهي ترسم غالبا على شكل
امراة حامل وتقول نصوص عن قيادة الأنوناكي:
دعوا لألهة مولد
الآلهة
مانحة الحياة الحكيمة
وسألوها
امنح الحياة لمخلوق,
اخلق عاملين
اخلق عامل بدائي
لكي يتحمل النير
دعوه يحمل النير الذي
حدده له إنليل
دعوا العامل يحمل
شبكة الآلهة"
وأنليل هو قائد
الأنوناكي وهو أخ آنكي الغير شقيق, وتقول اللواح : إن أنكي ونينكارساغ فشلا مرات
عديدة وعما يسعيان إلى تحديد المزيج الجيني الصحيح. وهناك روايات حول خلقهما أناس
ذوي عيوب بارزة أو أجناس هجين بين البشر والحيوانات, ولعل قصة فرانكنشتاين الرجل
الذي ولد في مختبر يرمز لهذا الحدث, فقد كتبتها ماري شيلي وقد كانت ماري هي
وزوجها عضوين بارزين في شبكة الجمعية السرية التي اختزنت هذه المعرفة وكتمتها منذ
العصور القديمة, تشير الألواح إلى أن آنكي ونينكارساغ وجدا على الأرجع المزيج
الصحيح الذي أصبح أول إنسان , مخلوق دعاه السومريون لولو, وهو هجين جيني , انصهار
من المخلوق الحيواني مع جينات الآلهة لخلق عبد,
كما تم خلق أنثى وقد أطلق عيها السومريون اسم لو, وهذا ما كان عليه الجنس
البشري منذ ذلك الحين. لقد استمر الأنوناكي في حكم هذا الكوكب منذ الاف السنوات.
تحدد الالواح
السومرية والروايات الأكادية لاحقا أسماء الانانوكيين وهيكلتهم أو تراتيبهم.
ويدعون والد الآلهة آن An او عند الاكاديين انو Anu, وهي كلمة تعني جنة, وأقام آن غالبا في الجنة
مع زوجته أنتو Antu
ولم يزر إلا نادرا الكوكب الذي أطلقوا عليه اسم E.RI.DU وهي كلمة تطورت لتصل إلى أرض, وقد يدل الوصف
أيضا على أن أنو أقام غالبا في الجبال العالية في الشرق الأدنى حيث جنة عدن مكان
أو مقر الآلهة, وقام بزيارات نادرة إلى سهول سومر, أحدى المدن السومرية كانت تدعى
اريدو, وقد ارسل آنو ابنين من أبنائه لتطوير الأرض وحكمها, بحسب الألواح, وهما
آنكي , الذ خلق الإنسان وأهوه غير الشقيق إنليل, وقد استحال الأخوان لاحقا إلى
متنافسين عظيمين يعسى كل منها إلى سيطرة التامة على الأرض, وكان آنكي, اول أبناء
آنهو, خاضعا أو تابعا لأنليل بسبب هوس الأنوناكي بالنقاء الجيني, ووالدة إنليل هي
أخت آنو غير الشقيقة وقد مر هذا الاتحاد في الجينات الذكرية بشكل أكثر فعالية من
ولادة آنكي من أم أخرى, وتصف الألواح لاحقا كيف خلق الأنوناكي السلالات لتحكم
البشر بدلا منهم, وهذه السلالات هي برأيي العائلات الللواتي لا تزال تسيطر على
العالم حتى يومنا هذا, كما تصف الألواح السومرية كيف منح الأنوناكي الملكية
للإنسانية, هذا المقام الذي عرف في الأصل باسم أنو-شيب Anu-Ship تيمنا بآن أو آنر, أي حكام الآلهة, إن عائلات
الأخوية مهووسة بالسلالات والإرث الجيني وهي تتزاوج بغض النظر عن الحب, وتشكل
العائلات الملكية والطبقة الأرستقراطية الأوروبية وما يعرف بعائلات المؤسسة
الشرقية أمثلة حية وواضحة على ذلك, فهي من القبيلة نفسها ومرتبطة ببعضها البعض
جينيا, ولهذا, نجد عائلات الأخوية مهووسة دائما بالتزاوج فيما بينهما.
تصف الألواح كيف منح
آنكي البشر القدرة على الإنجاب, مما أدى إلى تزايد عدد البشر وبالتالي هدد بإغراق
الأنوناكي الذين لم يكن عدهم كبيرا يوما, شهد الأنوناكي خلافات ونزاعات داخلية
عديدة وخاضوا حروبا في ما بينهم بتقنيات عالية, فيما إنليل وآنكي بتنافسان للسيطرة
على الكوكب, ويسلم الباحثون بحقيقة أن آنكي كان يساند البشر, وتؤكد الوثائق التي
تدعم ترجمات زكريا سيتشين والكتب المقدمةس الهندية " الفيدا" أن هناك
روايات عديدة عن الألهة الذين يشنون الحروب على بعضهم البعض سعيا وراء السيطرة,
وتشير الألواح السومرية إلى أن أبناء الآلهة من الأنوناكي تورطوا في هذه الحروب,
وهم ذرية آنكي وإنليل, الأخوين غير الشقيقين اللذين اضحيا منتانفسين, وقد قاد
أبناؤهما هذه المعركة مستخدمين التقنية العالية, ويبدو أن أحدى المعارك التي
تورطوا فيها هي المعركة التي أدت إلى تدمير سدوم وعموريا , وتقع هذين المدينتين
على الأرجح جنوب البحر الميت حيث يسجل اليوم معدل أشعة أعلى من المستوى الطبيعي.
في كافة الحضارات,
وفي كافة أنحاء العالم نجد روايات عن الطوفان العظيم ولا تشذ الألواح السومرية عن
هذه القاعدة, ويقول سيتشين: إن الألواح تصف كيف غادر الأنوناكي هذا الكوكب بواسطة
مركبات طائرة, فيما جرف سيل عظيم الماء معظم البشر, ومما لا شك فيه أن كوارث عظيمة
حلت على الأرض ما بين 11 الف و 4 الالاف سنة قبل الميلاد, فالأدلة الجيولوجية
والبيولوجية الساحقة تدعم هذه الروايات والتقاليد العديدة التي تصف هذه الأحداث,
وهذه الروايات تجدها في أوروبا واسكندنافيا وروسيا وإفريقيا والقارة الأمريكية
وأستراليا ونيوزلندا والصين واليابان والشرق الأوسط, البعض يتحدث عن حرارة عظيمة
أدت إلى غليان البحر وعن جبال تلفظ النار واختفاء الشمس والقمر والظلمة التي تلت
ذلك, وهطول الدماء والجليد والصخور كالمطر وفقدان قارة كبيرة – قارة اطلانطس – وقد
وصفت كافة الروايات علميا طوافانا عظيما, حائطا من الماء أنتشر في الأرض كلها, وفي
امريكا يروي هنود الباوني Pawnee القصة نفسها عن زمل بدل فيها النجمان القطبيان
الشمالي والجنوبي موقعهما وزارا بعضهما, وتشير الروايات في أمريكا الشمالية إلى
غيوم كثيرة تجمعت وإلى حرارة عالية للغاية جلعت المياه تغلي, وقد أخبر سكان
الأسكيمو المبشرين الأوائل أن الأرض انقلبت رأسا على عقب في الزمن الغابر, وتروي
الأسطورة البيروفية أن الأراضي قسمت حين شنت السماء الحرب, وتصف الأسطورة
البرازيلية كيف سقطت قطع من الجنة وانفجاراتها على الأرض فقتلت كل شيء وكل شخص
وتبادلت الجنة والأرض أماكنهما , ويشير هنود الهوبي في أمريكا الشمالية إلى أن
الأرض قد تصدعت وتحولت إلى شقوق عظيمة, فغطت المياه كل شيء باستثناء ضلع ضيق من
الطين.
كل هذا يرتبط ارتباطا
وثيقا بأسوطرتي اطلنطس ومو أو ليومريا, وهما قارتان كبيرتان احدهما في الأطلي
والأخرى في الهاديء, يظن العديد من الناس أنهما كانتا خاضعتين لحكم أعراق متطورة
للغاية, ويقال: أن القارتين اختفتا تحت البحر خلال الظروف المشار إليها انفا, ولم
يبق منهما من مجدهم السابق سوى جزر وقد وصف أفلاطون الفيلسوف اليوناني القديم قارة
اطلنطس.





تعليقات
إرسال تعليق