![]() |
| الامبراطور يان احد اباطرة الصين الاسطوريين |
منذ ما يزيد على 400
عام مضت, وفي منتصف فترة الخريف أقام الإمبراطور يان وأعضاء قبيلته حفل عشاء
لتقديم القرابين لسيدي الأرض والنار, احتفاء بموسم الحصاد, وعندما تكبد القمر وسط
السماء وانتهت مراسم تقديم القرابين لها, التف أعضاء قومية شي المتقدمون بالسن حول
الإمبراطور يان وأفاضوا الحديث عن مآثره ضائعة الصيت, أما شباب القومية فقد أخذوا
يرقصون برشاقة في الساحة الواسعة الفسيحة وقد انعكس تأثير سيدي الأرض والنار على
وجوه الحاضرين, وأصبحت الساحة تمثل صور لفرح العظيم لجموع هؤلاء الحاضرين.
وفي صباح اليوم
التالي فوجيء الإمبراطور يان عند استعداده لتناول الفطور بشابين يهرولان نحوه
ويقولان وهما يلهثان " إنـ .. إنذار إن قبيلة تشه يو النابعة لقومية تجيو لي
في الجنوب تشن علينا هجوما , وجيشهم لا يبعد عنا الكثير ".
أسرع الإمبراطور يان,
واختطف أداة اعتاد ان يستخدمها يوميا, واتجه بخطى واسعة إلى الميدان, وصاح ي أعضاء
القبيلة المحتشدين قائلا لهم " ان قبيلة تشه يو تجرأت على مهاجمتنا, ونحن
نريد بالتأكيد أن ننتصر عليهم".
تقدم الإمبراطور
بشجاعة, وقاد الجيش إلى القتال, وكان في المقدمة , وتلاقى كل من جيش قبيلة يان
وجيش قبيلة تشه يو, ولكن لم يستطع جيش الإمبراطور يان التصدي لقوة ضغط جيش قبيلة
تشه يو حتى كاد الإمبراطور يان أن يخسر المعركة, عندها لم يجد الإمبراطور يان
سبيلا غير أن يقود بقايا جنوده عائدا إلى منطقة جو لو.
استغرق الإمبراطور
يان في التفكير مليا في خطة ناجحة للإنسحاب من أمام العدو, ولكنه أرجأ الأمر
قليلا, وكان لأحد شيوخ القبيلة رأي فقال للإمبراطور " إنني أرى أن نبادر
بإرسال مبعوث إلى الإمبراطور خوانج لطب العون", وافق كثير من الحاضرين على
رأيه, قائلين إن هذا هو حل المخرج الوحيد للمشكلة التي تواجهنا الآن. وعلى الفور
أرسل الإمبراطور يان مبعوثا إلى قبيلة الإمبراطور خوانج طلبا للعون.
عندما علم الإمبراطور
خوانج ما تعرضت له قبيلة الإمبراطور يان من قتل وسلب وافق بحماسة على مساعدة
الإمبراطور يان, واختار جيشا قويا جدا, من الجنود الشجعان الذين تدربوا كثيرا على
القتال لفترات طويلة لمناصرة ولمساعدة الإمبراطور يان.
رحب الإمبراطور يان
بالإمبراطور خوانج فور وصوله وقال له " ان جنود قبيلة تشه يو , هم حيوانات
وأشرار , فملامحهم وحشية, ويجيدون استخدام أساليب غير سوية, فحينما تجمع الضباب
الأسود, وتعذر علينا رؤية أي شيء كنا نشعر فقط بالضربات الموجهة إلينا, وكما ترى
أمامك الآن فالعدو هو القوي ونحن الضعفاء"
هز الإمبراطور خوانج
رأسه قائلا " أيها الإخوة, كيف يمكننا أن نعلو عن مطموح الآخرين, وأن نخمد
الهيبة التي بأنفسنا؟ إنهم يعرفون طرائق غريبة, فهلا يمكننا أن نحطم غرائبهم؟
واجتمع جنود ل من جيش الإمبراطور يان والإمبراطور خوانج ونظموا أنفسهم وتمركزوا في
منطقة جوا لو وكان بينهم وبين ساح القتال عشرات الأمتار. وفي اليوم الثاني استدعى
تشه يو جيشه, فابتسم الإمبراطور خوانج قائلا " فلنتركهم يتبارون في التسابق
للذهاب إلى رئيسهم"
انطلقت الجيوش
التابعة لقبيلة خوانج فور رؤيتها العلم الذي لوح به الإمبراطور خوانج وكأنها وحوش
تتضور جوعا لم تأكل منذ أيام عدة, اطلق جنود الإمبراطور خوانج من اقفاصهم متجهين
بسرعة جنونية إلى ساحة قتال تشه يو, وقد فغروا افواههم فور رؤيتهم لجنود تشه يو
ذوي الوجنات الغريبة, وأخذوا ينهشونهم, فأصدر جنود تشه يو أصواتا كعويل الأشباح
وعواء الذئاب, وهربوا متفرقين في كل اتجاه, عندها أرسل الإمبراطور خوانج القائد
الكبير التنين الطائر, وكلفه باستخدام المياه للانقضاض والهجوم على تشه يو, وعندما رأي إمبراطور فبيلة تشه يو
المياه أسرع بالانسحاب وتعجيل في طلب سيد الريح وسيد المطر للمجيء لمساعدة قواته
وتحيول قوة المياه الهائلة إلى عواصف
وأمطار لصد هجوم الإمبراطور خونج لذا فقد طلب الامبراطور خوانج هو الآخر مساعدة
السيد ديو تيان شوان نو للسيطرة على العواصف والأمطار, ولكن خدع الإمبراطور تشه
يولا تنتهي فمل يكد ينتهي من خدعته تلك حتى خطط لخدعة أخرى, فقد أرسل أرواح إخوته
فوق الجيش لإثارة الاضطرابات الشريرة فقاموا بنشر الضباب في كل مكان في الحال حتى
لا مكن لأحد أن يرى الضوء, وبالفعل عندما نزلت ارواحهم إلى ميدان المعركة لم يجد
الإمبراطور خوانج أي وسيلة لمواجهتهم ورأى أنه من الأفضل أن يأمر بانسحاب الجيش.
وبعد قيام الإمبراطور
خوانج بالاستعدادات اللازمة قام مرة أخرى بقيادة القوات في المعركة, ولكن
الإمبراطور تشه يو الذي عاد لتكرار لعبته القديمة مرة أخرى, فوجيء أن الإمبراطور
خوانج قد ركب العربة التي يطلق عليها " تجه نان " والتي كان قد اخترعا
بنفسه وأضاف اليها التنين الطائر طبلة كبيرة مصنوعة من جلد الغنم, وقد قامت هذه
العربة بإزالة الضباب, واستمرت في الاختراق حتى وصلت إلى أرض جبهة القتال المقابلة
الخاصة بتشه يو, فأخذ يقرع الطبلة بنفسه, حتى إن صوتها اخترق عنان السماء, ملأ صوت
القتال الخاصة بتشهي و بشكل جامع, وبعد هجوم ضار بالسلاح الأبيض على قبيلة تشه يو
لم يبق مع الإمبراطور تشه يو غير قليل من اتباعه الذين تم اسرهم بسرعة من قبل
التنين الطائر.
أمر الإمبراطور خوانج
بإعدام تشه يو , وفصل رأسه عن جسده, ووضع كل جزء عند قاعدة جبيلين كبيرين, ومنذ ذلك
الحين أصبح كل من الإمبراطور يان والإمبراطور خوانج صديقين يقف كل منهما إلى جانب
صديقه, واندمج كلتا القبيلتين بالتدرج معا, واشتركتا سويا في تطوير وتنمية السهول
الوسطى, حتى ازدهرت ارجاء الصين يوما بعد يوم بفضل اتحادهما مكونتان دولة الصين وهي
قويمة جونج خوا سابقا. والآن الشعب الصيني يعدون أحفاد كل من الإمبراطور يان
والإمبراطورخوانج.


تعليقات
إرسال تعليق