كان اريوس كاهنا في
مصر في القرن الرابع, وقد ولد في سنة 256 وكان ليبي الأصل ولكنه أخذ العلم من
لوقيانوس الانطاكي. وأخذ ينشر آراءه قبل 320 بقليل, ولقد كفره من أجلها مجمع عقد
في الإسكندرية فلجأ هو إلى فلسطين, وألف كتابا عنوانه " ثاليا " أي
المائدة, فيه تعمد أسلوبا يجمع بين النثر والشعر, ترويجا لأقواله في أوساط
المحترفين وأهل الصناعات.
كان يقول: " ان
الله واحد غير مولود, لا يشاركه شيء في ذاته تعالى, قكل ما كان خارجا عن الله انما
هو مخلوق من لا شيء بإرادة الله ومشيئته, اما ( الكلمة ) فهو وسط بين الله
والعالم, كان ولم يكن زمان, لكنه غير أزلي ولا قديم, بل كان مدة لم يكن فيها (
الكلمة ) موجودا, فالكلمة ( مخلوق ) بل انه مصنوع, وإذا قيل انه ( مولود ) فبمعنى
أن الله ( تبناه ), ويؤدي ذلك إلى أن الكلمة غير معصوم طبعا, ولكن استقامته حفظته
من كل خطأ وزلل , فهو دون الله مقاما , ولو كان معجزة الأكوان خلقا بلغ من الكمال
ما لا يستحيل معه شيء أكمل منه رتبه ومالا"
فيقوم هذا المذهب على
انكار اللاهوت في المسيح وتصوره انسانا محضا مهما كان عظيما, ولذلك أجمع الآباء في
نيقية على تكفيره وعلى الاعتراف بأن المسيح إله وأنه " همؤسسيس " أي متساو
مع الأب في الذات والجوهر.
سبب هذا القرار تردد
بعض الأساقفة ولكن معظمهم في الشرق والغرب ما زالوا يردون على هؤلاء الخوارج
ويدافعون عن العقيدة التي أجمعوا عليها في نيقية ويوضحونها, ولقد وقفوا إلى القضاء
على الهرطقة في لإمبراطورية بتحديدهم الدقيق للفظتين " أوسيا " التي
تعني الذات والجوهر, " هيبوستاس " التي تعني الأقنوم, فخرجوا من ذلك كله
بالصيغة العقدية الواضحة التي لم تزل عليها الأجيال المسيحية في سر الثالوث وهي:
" ان الله واحد في ثلاث أقانيم "على انهم لم ينتهوا إلى هذه الكلمة الا
في مجمع القسطنطينية الذي كان أول الأمر مجمعا محليا, ثم تحول إلى مجمع مسكوني بعد
موافقة بابا روما على ما قرر فيه.
وقد صيغ بهذه
المناسبة قانون الإيمان الذي يعرف بقانون نيقية وهذا هو نصه :
( نؤمن بإله واحد ,
آب ضابط الكل , خالق جميع الأشياء المتطورة وغير المتطورة, وبرب واحد يسوع المسيح
ابن الله الواحد المولود من الآب, أي من جوهر الآب, إله من إله نور من نور, إله حق
من إله حق, مولود , غير مخلوق, مساو للآب في الجوهر, ه كان كل شيء, ما في السماء
وما على الأرض, الذي من اجلنا , نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل, تجسد وصار انسانا
وتألم وقام في اليوم الثالث, وصعد إلى السماوات وسوف يأتي ليدين الأحياء والأموات
وبالروح القدس,
وهذا النص سيتكمل من
بعض النواحي فقد أضاف إليه مجمع القسطنطينية سنة 391 بعض الإضافات وحينئذ اتخذ
صيغته النهائية حتى أيامنا هذه في الكنسية الجامعة.
تعليقات
إرسال تعليق