لا تعطيني سمكة , بل علمني كيف اصطادها



كنت في الشهر الماضي في زيارة للندن وبعد انتهاء ارتباط عمل لدي هناك, فذهبت أنا وصديقات لي في زيارة لحديقة بجانب الفندق الذي كنا ننزل فيه.

الحديقة كانت رائعة الجمال والشجر محمل بالزهور والورود الجميلة فقررنا أخذ صورة تذكارية, عندما وقفت تحت شجرة زهرة الكرز وصديقتي روان تصورني بكاميرتها فإذا برجل كبير في السن يأتي ويتحدث بهلجة إسكوتلندية ثقيلة ويقول " لدي اقتراح لتصبح الصورة أجمل, سأهز الشجرة ثم صديقتك تلتقط الصورة!", وبالفعل هز الشجرة ليتساقط الزهر كالمطر وحظينا بصورة ساحرة شكرناه حينها عن بد وانشغلنا بأخذ صور جماعية.

لفت انتباه صديقتي سلمى بأنه قد يكون ردلا مشردا, فأخبرتها بأنه لم يطلب المساعدة, ولكن مع ذلك اتفقنا أن نذهب ونتحدث معه لشكره بكل الأحوال, ولم يذكر لنا بأنه مشرد بلا مأوى ولم يطلب أي مسعدة, ثم خطرت ببالي فكرة!.

قلت له متحمسة " انت انسان مبدع! الفكرة التي منحتنا اياها للصورة كانت روعة! فال لي " فكرة جميلة لكن ليس لدي مال لأشتريها"

فأخبرته سأحضرها أنا لك! وعد بأنني سأبحث في الأمر واذا كانت التكلفة معقولة سأعود لك وبيدي كاميرا". وبالفعل اشتري الكاميرا الفورية وكل حماس وكتبا لوحة " Do you want an instant photo? I'm a homless photograpoher, support me 5 pund pohoto"

 " هل تريد صورة فورية؟ أنا مصور بلا مأوى, ادمعني ب 5 باوند للصورة "

وعند لقاءه قلت له " احضرت لك هدية ووفيت لك بوعدي!" واخرجت الكاميرا من وراء ظهري لينصدم ويضحك ويدمع! وأمسكها وهو غير مصدق لما بين وراء ظهري لينصدم ويضحك ويدمع! وأمسكها وهو غير مصدق لما بين يديه وقرأ اللوحة التي صنعناها له وطار فرحا, وطلبنا منه أن يصورنا, وبالفعل صورنا وكانت صورة جميلة, تركناها معه ليتذكرنا وكتبت له مريم على ظهرها هدية من صديقاتك المسلمات .

عند وداعة أخبرته أخيرا أخيرا لدينا مثل عربي يقول " لا تعطيني سمكة , بل علمني كيف اصطادها" وهذا ما فعلناه معك تماما,

هذه الكاميرا لن تغير حايتك عزيزي اندرو, لكن ربما تكون البداية!


سماح صافي با زيد







تعليقات