يعتقد الصنينيون
القدامى بأن بان كو Pangu وهو خامس الكائنات الحية أستطاع أن يشكل الأرض
حوالي عام 2229000 قبل الميلاد, بعد أن ظل يكدح في عمله هذا ثمانية عشر الف عام.
وتجمعت انفاسه التي كان يخرجها في أثناء عمله فكانت رياحا وسحبا, وأضحى صوته رعدا,
وصارت عروقه أنهارا, وتحول لحمه أرضا وشعره نباتا وشجرا وعظامه المعادن وعرقه
المطر أما الحشرات التي كانت تتعلق بجمسه أصبحت آدميين.
وتقول الأساطير
الصينية إن الملوك الأولين حكم كل منهم ثمانية عشر ألف عام, وإنهم جاهدوا أشق
الجهاد ليجعلوا من قمل بان كو خلائق متحضرين, وتقول لنا هذه الأساطير أن الناس قبل
هؤلاء الملكوك السماويين كالوحوش الضاربة يلبسون الجلود ويقتاتون على اللحوم
النيئة, ويعرفون أمهاتهم ولكنهم لا يعرفون آبائهم, ثم جاء بعدهم الإمبراطور فوشي
عام 2852 قبل الميلاد فعلهم الناس-
بمعاونة زوجته - الزواج والموسيقى
والكتابة والتصوير وصيد السمك بالشباك وتأنيس الحيوان وإطعام دود القز للحصول منه
على الحرير, وأوصى وهو على فراش الموت أن يخلفه سن نونج, فأدخل هذا الإمبراطور
الزراعة في البلاد, واختراع المحراث الخشبي, وأقام الأسواق وأوجد التجارة وأنشاأ
علم الطب بما عرفه من خواص النبات العلاجية, ثم حكم امبراطور محارب قوى يدعى هوانج
دي , لم يطل عهده أكثر من مائة عام فجاء إلى الصين بالمغناطيس والعجلات, ووظف
المؤرخين الرسميين, شيد أول الأنبية من الآجر , وأقام مرصدا لدراسة النجوم, وأصلح
التقويم, وحكم يو قرنا.
وكان شون آخر هؤلاء
الملوك الخمسة كان كان هو البطل الذي جاهد لحماية البلاد من فيضانات نهر هوانج-هو,
والذي أصلح التقويم, وضبط الموازين والمقاييس, وكسب محبة الأجيال التي جاءت بعده
من تلاميذ المدارس بتقصير طول السوط الذي كانوا يربون به, وتقول الروايات الصينية
إن شون في آخر أيامه رفع معه على العرش أقدر مساعديه, وهو المهندس العظيم يو, الذي
تغلب على فيضان تسعة أنها بشق تسع جبال وحفر تسع بحيرات, ويقول الصينييون "
لولا يو لكنا كلنا سمك ". وتقص
الأساطير المقدسة إن خمر الأرز عصر في أيامه وقدم للإمبراطور, ولكن يو صبه على
الأرض وقال : " سيأتي اليوم الذي يخسر فيه أحد الناس بسبب هذا الشيء
ملكه" ثم نفى من صنع هذا الشراب من البلاد وحرم الناس شربه.
وغير يو المبدأ الذي
كان متبعا من قبله وهو أن يعين الإمبراطور قبل وفاته من يخلفه على العرش, فجعل
الملك وراثيا في أسرته, وأنشأ بذلك أسرة الشينية – اي المتحضرة – فكان ذلك سببا في
أ يتعاقب على حكم الصين العباقرة والبلهاء وذوو المواهب الوسطى, وفضى على هذه
الاسرة إمبراطور يدعى جية أراد أن يسلى نفسه هو وزوجته فأمر ثلاثة آلاف من
الصينيين أن يموتو بالقفز في بحيرة من النبيذ.
تعليقات
إرسال تعليق