فجر العرب وعلاقتهم مع الآشوريين





يذكر أقدم خبر يصل إلينا عن العرب بأن العرب عاشوا في الاراضي المحيطة ببال في زمن الملك الاكادي نرام - سين وكونوا فيها إمارات من إمارة الحيرة الشهيرة التي ظهرت بعد الميلاد. وفي القرن الثامن قبل الميلاد ظهر العرب كقوة لها دورها المؤثر في أحداث المنطقة, حيث تصفهم النصوص الآشورية بأنهم أقوام يجولون في البوادي القريبة من الأراضي الزراعية, وكان استخدامهم للجمال قد سهل عليهم السفر والحركة والتنقل لمسافات طويلة في الصحاري القاحلة, وهذه الميزة اعطتهم همية خاصة في التعامل التجاري, فقد كان العرب يتحكمون بطرق تجارة البخور مع الهند واليمن وأفريقيا ومدن بلاد الشام ومصر وبلاد الرافدين, وبسبب هذه الميزة نشبت الحرب الآشورية على مدن وممالك بلاد الشام, وكانت أول إشارة للعرب وبشكل صريح في نص الملك الاشوري شلومانو - اشاريد الثالث في احد مسلاته التي تتحدث عن معركة قرقر ضد التحالفات الآرامية في بلاد الشام , والذي شكل العرب فيها جزءا من هذا التحالف بقيادة ملكهم جندب ومن هذه الوثيقة نستنتج بان العرب عاشوا بالبادية الشمالية - شمال جزيرة العرب - وفي مكان ما جنوب شرق دمش.

وبعد تولي الملكة شمسي نقضت حلف العرب مع الاشوريين في عهد الملك الآشوري توكولتي - ايبيل - ايشاررا الثالث مما اجبر الآشوريين على القيام بحملة عسكرية في تلك المناطق ضدهم ولكن في النهاية رضخت الملكة للحكم الآشوري واعادت تقديم الاتاوات لهم من جديد.

في عهد الملكين الآشوريين شروكين الثاني وسنحاريب تحالف الملك العربي بسقانو شقيق الملك ياتعة من البابليين في ثورتهم لمحاربة الآشوريين وذلك عن طريق دخولهم في تحالف مع البابلي مردوخ بلادان ولكن انهزم في الحرب العرب والبابليين واخذ بسقانو اسيرا في كيش هو ومعظم جيشه. وقام سنحاريب بأرسال جيوشه ألى منطقة ادوماتو لملاقاة العرب  في فترة حكم الملكة تلخونو بعد اعلانها العصيان على الآشوريين, وخرجت على رأس قوة عسكرية ضدهم وبمساعدة حزائيل ملك قيدار , حيث التقى الجيشان بعيدا عن ادوماتو عندما شعرت الملكة بخسارة جيشها فرت نحو المدينة فتبعها سنحاريب إلى هناك ولكن لم يستطع اللحاق بها.

في فترة حكم الملك الاشوري اسردحون توقفت الاعمال العسكرية ضد العرب في عهده بعد أن فرض عليهم مبدأ الولاء ودفع الاتاوة بعد ان ذهب حزائيل ملك قيدار إلى نينوى عاصمة الآشوريين محملا بالهديا , وفتحت صفحة جديدة بين العلاقة العربية الآشورية. وبعد وفاة الملك حزائيل نصب اسردحون يتع ملكا للملكة قيدار ولكن في عهد يتع قام رجل عربي اسمه وهب بتحريض كل العرب ضد يتع وحدثت عدة محاولات لنزع السلطة من يتع , غير أن اسردحون ارسل قوات عسكرية لإسناد يتع , فنحج بإخضاع كل العرب والقي القبض على وهب وكل من تمرد عليه وأرسلوا كأسرى إلى نينوى, ولكن يتع لم يكن راضي بتدخلات اسردحون وأعلن تمرده عليهم , مما اجبر الآشوريين على القيام بحملة عسكرية عيله وهزموه وقاموا بأسر تماثيل آله العرب وهرب يتع ملك العرب إلى الصحراء.

تعليقات